الثلاثاء، 22 سبتمبر 2020

المحاضرة 1 في الذكاء الاقتصادي: الذكاء بين اللغات والاستعمالات

 

المحاضرة 1 في الذكاء الاقتصادي: الذكاء بين اللغات والاستعمالات


بقلم: د. بن سعودي زينب

الذكاء بين اللغات والاستعمالات


فهرس المحتويات

قائمة الجداول_ 1

الذكاء في اللغات_ 2

أولا: الذكاء في اللغة العربية 2

ثانيا: الذكاء في اللغة الانجليزية 5

ثالثا: الذكاء في اللغة الفرنسية 7

مجالات متعددة لاستعمال الذكاء 8

أولا: الذكاء في التاريخ_ 8

ثانيا: الذكاء في علم النفس_ 12

ثالثا: الذكاء في العلوم التكنولوجية 13

رابعا: الذكاء في علوم الإدارة والتسيير وإدارة الأعمال_ 14

قائمة المراجع العربية 20

قائمة المراجع الأجنبية 21

                                  

قائمة الجداول

الجدول1: تعريفات الذكاء في قواميس اللغة العربية 3

الجدول2: تعريفات الذكاء في قواميس اللغة الفرنسية 5

الجدول3 : تعريفات الذكاء في قواميس اللغة الانجليزية 6

الجدول4: تعريفات الذكاء حسب الباحثين في مجال علوم التسيير والإدارة وإدارة الأعمال_ 16

جدول 5: أنواع الذكاء حسب P. Achard & J.P. Bernat (1998) 18


 

منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض وهو في تنافس مع من يتقاسمون معه بيئته، لذا فقد وظف ذكاءه للتأقلم معهم بل والبحث عن كيفية التغلب عنهم.

ولما كان الإنسان هو من أنشأ منظمات الأعمال، فقد نقل إليها أفكاره وأساليبه في العيش، فأصبحت هي الأخرى تبحث عن الأساليب التي من شأنها أن تساعدها على التغلب على منافسيها وتحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها.


يختلف معنى الذكاء من لغة إلى أخرى ومن علم أو مجال إلى آخر، لهذا يجب أن نقف عند معاني الذكاء في بعض اللغات "العربية، الانجليزية والفرنسية"، كيف كانت بداياته الأولى؟ وما هي تطبيقاته في مختلف العلوم؟


الذكاء في اللغات

مفاهيم الذكاء في اللغات: تختلف معاني الذكاء من لغة إلى أخرى في القواميس والمعاجم، لذا عمدت الباحثة إلى التطرق إلى معانيه في كل من اللغة العربية، الفرنسية والانجليزية من أجل اقتراح تعريف للذكاء.


أولا: الذكاء في اللغة العربية

معاني الذكاء في اللغة العربية: في الجدول الآتي سنتطرق إلى بعض التعريفات التي وردت في المعاجم العربية بخصوص الذكاء:

الجدول1: تعريفات الذكاء في قواميس اللغة العربية

ذكاء (اسم): ذكاء مصدر ذكى؛

ذكاء (اسم):

Ù    مصدر ذَكا؛

Ù    ذَكاءُ النَّار: شِدَّةُ وَهْجِها؛

Ù    ذَكاءُ الإِنْسانِ: قُدْرَتُهُ على الفَهْمِ والاِسْتِنْتاجِ والتَّحْليلِ والتَّمْيِيزِ بِقُوَّةِ فِطْرَتهِ وَذَكاءِ خاطِرِهِ؛

Ù    الذَّكَاءُ : الجمرة الملتهبة،

Ù    الذَّكاء الاجتماعيّ : حسن التّصرُّف في المواقف والأوضاع الاجتماعيّة،

Ù    ذكاء اصطناعيّ : قدرة آلة أو جهاز ما على أداء بعض الأنشطة التي تحتاج إلى ذكاء مثل الاستدلال الفعليّ والإصلاح الذَّاتيّ.

معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي

 

ذكاءٌ :

Ù      [ذ ك و ] ( مصدر ذَكا)؛

Ù        ذَكاءُ النَّارِ: شِدَّةُ وَهْجِها ؛

Ù       ذَكاءُ الإِنْسانِ: قُدْرَتُهُ على الفَهْمِ والاِسْتِنْتاجِ والتَّحْليلِ والتَّمْيِيزِ.

المعجم الوسيط

Ù      ذكاء:

Ù      مصدر ذَكَا وذكُوَ وذكِيَ ؛

Ù      جمرة ملتهبة؛

Ù      (علوم النفس) قدرة على التحليل ، والتركيب ، والتمييز والاختيار والتكيُّف إزاء المواقف المختلفة :- ذكاء المرء محسوب عليه؛

Ù      الذَّكاء الاجتماعيّ: (علوم الاجتماع) حسن التّصرُّف في المواقف والأوضاع الاجتماعيّة ؛

Ù       ذكاء اصطناعيّ: (الحاسبات والمعلومات) قدرة آلة أو جهاز ما على أداء بعض الأنشطة التي تحتاج إلى ذكاء مثل الاستدلال الفعليّ والإصلاح الذَّاتيّ .

المعجم: الغني

ذكاء:
-1 
 مصدر ذكا وذكى وذكي وذكوَ . 2 - حدة العقل . 3 - سرعة الفطنة والفهم.

المعجماللغة العربية المعاصر

Ù      الذَّكَاءُ : لَهَب النار؛

Ù      والذَّكَاءُ الجمرة الملتهبة؛

Ù      والذَّكَاءُ قدرة على التحليل والتركيب والتمييز والاختيار، وعلى التكيُّف إزاء المواقف المختلفة .

المعجمعربي عامة

المصدر: من إعداد الباحثة استنادا إلى (معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي)


1-  

ثانيا: الذكاء في اللغة الانجليزية

 في الجدول الآتي سنتطرق إلى بعض من تعاريف الذكاء التي جاءت في معاجم اللغة الانجليزية:

الجدول3 : تعريفات الذكاء في قواميس اللغة الانجليزية

Ù    القدرة على استخدام الذاكرة، المعرفة، الخبرة، الفهم، المنطق، الخيال، والحكم من أجل حل المشاكل والتكيف مع الأوضاع الجديدة.

All Words Dictionary, 2006

Ù    القدرة على اكتساب وتطبيق المعرفة.

The American Heritage Dictionary fourth edition, 2000

Ù    يختلف الأفراد عن بعضهم البعض في قدرتهم على فهم الأفكار المعقدة، التكيف بفعالية مع البيئة، التعلم من التجربة، المشاركة في مختلف أشكال الاستدلال، التغلب على العقبات بالتفكير".

American Psychological Association

Ù    القدرة على التعلم، الفهم وإصدار الأحكام أو امتلاك الآراء المبنية على المنطق.

Cambridge Advance Learner’s Dictionary, 2006

Ù    القدرة على التعرف على الحقائق والمهارات وتطبيقها، لا سيما عندما تكون هذه القدرة هي متطورة جداً.

Encarta World English Dictionary, 2006

Ù    القدرة على التكيف الفعال مع البيئة، إما عن طريق تغيير الذات  أو عن طريق تغيير البيئة أو إيجاد بيئة جديدة ... الذكاء ليس عمليه عقليه واحدة، بل هو مزيج من العديد من العمليات العقلية الموجهة نحو التكيف الفعال مع البيئة.

Encyclopedia Britannica, 2006

Ù    القدرة على التعلم، التفكير المنطقي، الفهم، وأشكال مماثلة من النشاط العقلي؛ الجدارة في استيعاب الحقائق، العلاقات، الوقائع والمعاني إلى غير ذلك.

Random House Unabridged Dictionary, 2006

Ù    القدرة على التعلم، الفهم، والتفكير في الأشياء.

Longman Dictionary or Contemporary English, 2006

Ù    القدرة على معرفة أو فهم أو التعامل مع حالات جديدة أو الصعبة: ... استخدام المنطق بمهارة: القدرة على تطبيق المعرفة للتعامل مع البيئة الخاصة أو التفكير المجرد المقاس بمعايير الأهداف (استعمال تحقيق الأهداف كاختبارات)

Merriam-Webster Online Dictionary, 2006

Ù    القدرة على اكتساب وتطبيق المعرفة والمهارات.

Compact Oxford English Dictionary, 2006

Ù    "القدرة على تعلم وفهم أو التعامل مع المشاكل.

Word Central Student Dictionary, 2006

المصدر: من إعداد الباحثة استنادا إلى (Legg & Hutter, 2007)



ثالثا: الذكاء في اللغة الفرنسية

في الجدول الآتي سنتطرق إلى بعض من تعاريف الذكاء التي جاءت في معاجم اللغة الفرنسية:

الجدول2: تعريفات الذكاء في قواميس اللغة الفرنسية

الذكاء (باللاتينية  intelligentia، من intelligere، connaître).

Ù    مجموع السلوكيات الذهنية الهادفة إلى المعرفة المفاهيمية والمنطقية؛

Ù    قدرة الفرد على التكيف مع حالة معينة، اختيار وسيلة التصرف بالنظر إلى الظروف؛

Ù    الشخص الذي يُظهر في مجال معين اهتمامه بالفهم، العلم وتكييف سلوكه بسهولة لبلوغ الأغراض النهائية؛

Ù    القدرة على إدراك الشيء عن طريق التفكير.

Dictionnaire Larousse (intelligence)

القدرة على فهم وليس سوء فهم معنى الكلمات، وطبيعة الأشياء، وأهمية الحقائق.

8e édition (1932-1935) du Dictionnaire de l'Académie française (intelligence définitions, 1996)

 

Ù    القرن الثاني عشر:مشتقة  من  الكلمة  اللاتينية  intellegentia، بمعنى "العمل من أجل تمييز، فهم".
 I. 
جميع الإمكانيات الفكرية؛
القدرة على الفهم، التصور، المعرفة، بما في ذلك القدرة على التمييز أو إقامة علاقات بين الحقائق والأفكار أو الأشكال للوصول إلى المعرفة......

Ù    بشكل موسع: أن يظهر القدرة على تكييف مع سلوكه إلى حالة جديدة، البراعة التي نظهرها في حالة معينة، مهارة اختيار الوسائل المستخدمة لتحقيق نتيجة معينة.....

Ù    المعرفة المعمقة، الفهم الواضح والسهل الذي نملكه تجاه شيء ما.
II
- انسجام بين شخصين أو أكثر.

9e édition (1992-...) du Dictionnaire de l'Académie française (intelligence définitions, 1996)

 

المصدر: من إعداد الباحثة بالاعتماد على عدة مصادر


من خلال استعراض تعريفات الذكاء في اللغات الثلاثة نلاحظ أن التعريفات التي قدمت له تختلف من لغة إلى أخرى.


ففي اللغة العربية يتوقف معناه على الاسم المنسوب إليه، فإذا نسب إلى مصدر حراري فيدل على قوة المصدر وشدته (الشمس، الجمرة، النار)، أما إذا كان منسوبا للإنسان فيدل على الفهم، الاستنتاج، التحليل، التركيب، الاختيار، التكيف مع المواقف التمييز بقوة الفطرة، حدة العقل، سرعة الفطنة.


أما في اللغة الفرنسية فيتم تعريفه انطلاقا من أصله اللاتيني وهو المعرفة التي تشتمل على كل من الفهم، العلم، التكيف، التصور، الإدراك، التمييز بالإضافة إلى مهارة اختيار الوسيلة لتحقيق النتيجة. كما نلاحظ أن"9e édition (1992-...) du Dictionnaire de l'Académie française (intelligence définitions, 1996) قد توسع في المفهوم حيث تطرق لإقامة العلاقات بين الحقائق والأفكار والأشكال للوصول إلى المعرفة (مفهوم الشبكات) وهو العنصر الذي لم نجده في اللغة العربية.


أما في اللغة الانجليزية فنجد كذلك كلا من المعرفة، الفهم،  التعلم، التفكير، التكيف.... التي وجدناها في اللغتين السابقتين إلا أنها تضيف مفهومين جديدين هما "الذاكرة والتعلم من التجارب السابقة" والذي يذل على أهمية تخزين المعلومات من أجل استخدامها في المواقف اللاحقة.

على أساس التعاريف السابقة، يمكننا استنتاج العناصر الأساسية للذكاء كما يأتي:

Ù      يشمل الذكاء كلا من الفهم، العلم، التفكير، التكيف، التصور، الإدراك، الاستنتاج، التحليل، التمييز والتركيب؛

Ù      يأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة؛

Ù      يبحث في العلاقات القائمة بين الحقائق؛

Ù      يأخذ الوقت كعامل أساسي؛

Ù      ضرورة تخزين التجربة الجديدة من أجل استعمالها في التجارب اللاحقة.

    

وبالتالي تعرف الباحثة الذكاء على أنه: "تصرف مبني على الفهم، العلم، التفكير، التكيف، التصور، الإدراك، الاستنتاج، التحليل، التمييز والتركيب، مع الأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة والبحث في العلاقات القائمة بين الحقائق لحل مشكلة ما في وقت مناسب مع ضرورة تخزين التجربة الجديدة لاستعمالها في التجارب اللاحقة". 

    

مجالات متعددة لاستعمال الذكاء

أولا: الذكاء في التاريخ

فيما يخص ذكره واستعماله عبر التاريخ، فيعود أصل كلمة الذكاء إلى ما قبل الميلاد حين استعمل الفيلسوف الروماني "ماركوس توليوس" كلمة لاتينية "Intelligentia" وقصد بها النشاط الفكري والمعرفي الذي يدل على الذكاء، وفقا لما جاء في موقع "اقرأ عن" في صفحة: (تعريف الذكاء ماهو الذكاء مفهوم الذكاء).


أما في التاريخ الإسلامي نجده مجسدا بصور مختلفة، فنجد ذكره في القرآن بمرادفات عديدة، وكممارسات من طرف الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، كما نجد ذكر الوسائل التي تعمل على تجسيده.


فبالنسبة لمرادفات الذكاء في القرآن الكريم، يقول ابن خلدون أن الله تعالى قد ذكر كلمة التفكير للدلالة على الذكاء:

"إن الإنسان يشترك مع الحيوانات في امتلاكهما للحواس ، فهو يتغذى ويتحرك مثلهم، كما يحتاج كل منهما إلى المأوى إلى آخره. ويتميز عنهم بالتفكير، وهي الحاسة التي تقوده لإيجاد وسائل العيش، كما تقوده للمنافسة مع من هم حوله. وكذلك إلى الحياة الاجتماعية" (Ibn Khaldoun, 1863, p. 322).......

كما يضيف ابن خلدون: أن أصل نشأة العلوم هو التفكير (Ibn Khaldoun, 1863, p. 322).

ثم يشير إلى أن التفكير هو الذكاء و أن الذكاء درجات:

في الدرجة الأولى: نجد الذكاء المميز (هذا النوع من التفكير يتكون من مفهوم أو فكرة بسيطة)، و يشمل ذكاء الأشياء الخارجية التي تطهر في ترتيب طبيعي أو تبادلي، بطريقة يستطيع الإنسان الوصول للنتيجة التي يريدها بواسطة قوته. بمساعدة هذا النوع من الذكاء يستطيع الشخص أن يميز الأشياء المفيدة له كالغذاء وأن يتجنب ما هو ضار له.


في الدرجة الثانية: الذكاء التجريبي هذا النوع من الذكاء يعلم الآراء الواردة وقواعد المعالجة التي يجب على الشخص أن يلاحظها في تعاملاته وفي الحكم على الكائنات من جنسه، والتي في جزء كبير منها تتكون من تأكيدات (أو اقتراحات) أين تظهر الحقيقة بشكل تدريجي عن طريق التجربة. 

في الدرجة الثالثة: الذكاء التأملي، في هذه الدرجة التفكير يكشف المعرفة الحقيقية أو المفترضة الخاصة بالأشياء والتي تبحث عنها وراء المعاني التي لا تظهر بصفة مباشرة.فهي تنطوي على مفاهيم وتأكيدات، مترابطة بطريقة معينة، وفقا لشروط خاصة، ينتج عنها مفاهيم وتأكيدات أخرى. وبالربط بين هذه المعارف مع أخرى، تنتج معرف جديدة. و كنتيجة أخيرة تتشكل صورة واضحة للأمور القائمة وفقا لأنواعها، وأصنافها وأسبابها الفرعية و الثانوية. و كذلك عن طريق التفكير.


أما في دراسة (نجده، 2015) فقد أحصى للذكاء ثلاثين مرادفا في الثراث الإسلامي من حيث القرآن والسنة والعلماء المسلمين وهي: القلب، الكياسة، النهى، الفطنة، الذهن، الفراسة، الحِجا، الحِجر، الحذق،  اللقانة، الحلم، اللوذعية، البصيرة، الألمعية، التدبر، اللب، الإرب، الحصافة، النظر، التذكر، الذكر، التفكر، التفكير، البديهة، الفؤاد، النُّبل، النقاب، النحرير، الحذق والحدس. إلا أننا ومن خلال التمعن في هذه الدراسة نجد أن مصطلح الحذق قد تكرر مرتين ما يعني أن الباحث قد أورد تسعا وعشرين مرادفا بدلا من ثلاثين.

وكممارسات من طرف الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلعل من أهم الأمثلة وأبرزها التي يمكننا الاستشهاد بها هي جمع القرآن. ففي عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كان القرآن  محفوظا في الصدور ومكتوبا في الرقاع[1] واللخاف[2] والعسب[3] والأكتاف، لكنه مفرقا ولم يكن مرتبا في مصحف واحد (جمع القرآن، 2017).


ظل القرآن الكريم على هذه الحال مفرقًا غير مجموع في مصحف واحد، إلى أن كانت خلافة أبي بكر، فواجهته أحداث جسيمة، وقامت حروب الردة، واستحرّ القتل بالقراء في وقعة اليمامة - سنة اثنتي عشرة للهجرة - التي استشهد فيها سبعون قارئاً من حفاظ القرآن. هالَ ذلك عمر بن الخطاب، وخاف أن يضيع شيء من القرآن بموت حفظته، فدخل على أبي بكر، وأشار عليه بجمع القرآن وكتابته خشية الضياع، فنفر أبو بكر من مقالته، وكَبَرَ عليه أن يفعل ما لم يفعله النبي، فظل عمر يراوده حتى اطمئن أبو بكر لهذا الأمر. ثم كلف أبو بكر زيد بن ثابت بتتبع الوحي وجمعه، فجمعه زيد من الرقاع والعسب واللخاف وصدور الرجال. حرص زيد بن ثابت على التثبت مما جمعه، ولم يكتف بالحفظ دون الكتابة، وحرص على المطابقة بين ما هو محفوظ ومكتوب، وعلى أن الآية من المصدرين جميعًا. فكان ذلك، أول جمع للقرآن بين دفتين في مصحف واحد. واحتفظ أبو بكر بالمصحف المجموع حتى وفاته، ثم أصبح عند حفصة بنت عمر. (جمع القرآن، 2017)


أما بالنسبة للوسائل التي جاءت في القرآن فنجد الإحصاء والرياضيات، التي تعتبر من أهم الوسائل التي نستعملها اليوم في البرامج الذكية، إذ أرشدنا القرآن إلى استعمالها في العديد من السور، كما نجد مفهوم القدوة أو الأسوة التي ذكرت في العديد من المواقف.


فبالنسبة للإحصاء فقد ذكره الله تعالى في العديد من الآيات التي نذكر منها ما جاءت به دراسة (عمراني، 2011) (مع ترتيب الآيات بحسب ترتيب السور التي وردت فيها):


1-  الآية 34 من سورة إبراهيم في قوله تعالى: "وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"؛

2-  الآية 18 من سورة الكهف في قوله تعالى: "ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا"؛

3-  الآية 94 من سورة مريم في قوله تعالى: "لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا"؛

4-  الآية 12 من سورة يس في قوله تعالى: "إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ"؛

5-  الآية 6 من سوررة المجادلة في قوله تعالى: "يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا ۚ أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ"؛

6-  الآية 1 من سورة الطلاق في قوله تعالى: "...وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ..."؛

7-  الآية 28 من سورة الجن في قوله تعالى: " ... وَأَحْصَىٰ كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا"؛

8-  الآية 20 من سورة المزمل في قوله تعالى: " ... وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ ۚ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ ۖ....."؛

9-  الآية 29 من سورة النبأ في قوله تعالى: "وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا".


كما نجد أن الإحصاء قد طُبق في عهد النبي فقد روى البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله فقال: "أحصوا لي كم يلفظ بالإسلام". وفي رواية للبخاري أنه قال: "اكتبوا لي من يلفظ بالإسلام من الناس". قال حذيفة: فكتبنا له ألفا وخمسمائة رجل. وكان ذلك ليعرف الرسول صلى الله عليه وسلم القوة البشرية الضاربة التي يستطيع بها مواجهة الأعداء (الرياضيات والإسـلام ).


كما طبق المسلمون في زمن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الإحصاء عن طريق تأسيس الدواوين حيث يتم فيها تدوين المعلومات عن الجند ودخول بيت المال وغيرها من البيانات اللازمة للتموين وتجهيز الجيوش. (الرياضيات والإسـلام )


كذلك استخدم الخليفة أبو جعفر المنصور وسائل متطورة وعديدة لتسليح وتموين الجند إضافة إلى تبويب مدخولات بيت المال والمصروفات والأبواب الأخرى المتعلقة بإدارة الدولة. (الرياضيات والإسـلام )


أما بالنسبة للرياضيات، فنجدها حاضرة في العديد من الآيات سواء من حيث: النظام العددي والعد، الأعداد الترتيبية، الزمر والزمر الثانوية، الأحد والواحد كمجموعة خالية، ترقيم الأيام المعلومة، العد والعادين، ضرورة الحساب، الزمن والتاريخ، العمليات الحسابية: الجمع والطرح والقسمة، المقارنة، التفاضل بالدرجات، النسبة، الجبر والمقابلة، التحويل بين التقويم القمري والشمسي، أشهر النسيء، نسبية الزمن، الكسور، وهذا بحسب دراسة (عبد الرضا، 2011)، وتعتبر الدراسة الأساليب الإحصائية من ضمن الوسائل الرياضية.


كما نجد مفهوما هاما من ضمن المفاهيم التي تجسد أهمية الذكاء في الإسلام وهي "القدوة"، فالقدوة كما يعرفها النحلاوي: "إحداث تغيير في سُلُوك الفرد في الاتجاه المرغوب فيه، عن طريق القدوة الصالحة؛ وذلك بأن يتَّخذ شخصًا أو أكثر يتحقَّق فيهم الصلاح؛ ليتشبَّه به، ويُصبح ما يطلب من السلوك المثالي أمرًا واقعيًّا ممكنَ التطبيق". (الرويلي، 2012)، حيث أمرنا الله تعالى في قرآنه الكريم بالتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى في الآية 21 من سورة الأحزاب: " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا"، وبالأنبياء وهذا في الآية 90 من سورة الأنعام في قوله تعالى: " أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ"  إذ تأتي هذه الآية كما ذكر (الرويلي، 2012) بعد أن ذكر الله ثمانية عشر نبيًّا، كما يقول الله تعالى في الآية 74 من سورة الفرقان: " وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" ففي هذه الآية يريد الله - عز وجل - من المسلمين التطلُّع للأفضل وإلى أعلى المقامات، وانظر لَم يقل - سبحانه -: واجعَلنا في المتقين، ولكنَّها تربية للمؤمنين على الهِمَّة العالية، وأن يكونوا مثل إبراهيم - عليه السلام - يطلب إمامةَ المتقين؛ إذ يقول شيخ الإسلام: "أي: فاجْعَلنا أئمَّة لِمَن يَقتدي بنا ويأْتَمُّ، ولا تَجعلنا فتنة لمن يضلُّ بنا ويشقى" (الرويلي، 2012).


إذا من خلال الآيات الواردة في مفهوم القدوة فإن الله يريد من عباده البحث والتدبر في سيرة الرسول الكريم والأنبياء عليهم السلام -باعتبارها نماذج ناجحة- من أجل أن نطبقها في حياتنا اليومية، وهو ما يمكننا تسميته بــ "محاكاة النماذج الناجحة" وهو دلالة على أن الله تعالى يطلب منا العيش بذكاء بناء على نماذج سابقة في ظل الظروف الراهنة، أو بما يتوافق ومعطيات بيئتنا، أما في الآية الثالثة فإن الله تعالى يطلب منا أن نكون نحن بأخلاقنا وانجازاتنا قدوة لمن بعدنا. كما يقول (السعدي) في تفسير هذه الآية: "أي: أَوْصِلنا يا ربَّنا إلى هذه الدرجة العالية، درجة الصِّديقين والكُمَّل من عباد الله الصالحين، وهي درجة الإمامة في الدين، وأن يكونوا قدوة للمتَّقين في أقوالهم وأفعالهم، يُقتدى بأفعالهم، ويُطمَأَنُّ لأقوالهم، ويسير أهل الخير خلفهم، فيهدون ويهتدون.


ثانيا: الذكاء في علم النفس

كما نجد العديد من العلوم التي اهتمت به فوضعت له التعريفات والنظريات، ونذكر من بينها علم النفس الذي يعرف الذكاء على أنه:هو فعالية عصبية (حسية- حركية) متنامية ذات قدرات متعددة تعمل بعد إثارة الاستعداد الوراثي بالمنبه الخارجي المناسب. أما من حيث الوظيفة فهناك عدة تعريفات منها:

ترمان :Terman الذكاء هو القدرة على التفكير المجرد؛
شترن:Stern  الذكاء هو القدرة العامة على التكيف العقلي للمشاكل ومواقف الحياة الجديدة؛
كلفن:Colvin  الذكاء هو القدرة على التعلم؛
كهلر :Kohler الذكاء هو القدرة على الاستبصار، أي القدرة على الإدراك (أو الفهم) الفجائي بعد محاولات فاشلة تطول أو تقصر؛
جودارد: الذكاء هو القدرة على الاستفادة من الخبرات السابقة في حل مشكلات حاضرة والتنبؤ بمشكلات مستقبلية.

أما من حيث البناء والتكوين، فهناك عدة تعريفات منها :
بينيه:Binet   يتألف الذكاء من أربع قدرات هي : الفهم ، الابتكار ، النقد ، القدرة على توجيه الفكر في اتجاه معين واستبقائه فيه؛
سبيرمان :Spearman الذكاء قدرة فطرية عامة أو عامل عام يؤثر في جميع أنواع النشاط العقلي مهما اختلف موضوع هذا النشاط أو شكله؛
ثورندايك :Thorndike الذكاء هو محصلة (متوسط حسابي) لعدة قدرات مستقلة عن بعضها البعض."

وهذا وفقا لما جاء في العديد من المصادر.

ثالثا: الذكاء في العلوم التكنولوجية

كما تشير العديد من الدراسات، إلى أن الذكاء في العلوم التكنولوجية كان بفضل   H.P  Luhn (1896-1964)  الباحث الألماني في علوم الكمبيوتر لدى شركة IBM ، له العديد من الأعمال، بأكثر من ثمانين براءة اختراع ....(Hans Peter Luhn, 2017)


في سنة 1958 نشر H.P Luh مقالا تحت عنوان "نظام ذكاء الأعمال"، مستهلاّ مقاله بــ: "الاتصال الفعال هو مفتاح التقدم في جميع المجالات التي يسعى فيها الإنسان. وقد أصبح واضحا في السنوات الأخيرة أن أساليب الاتصال الحالية هي في الوقت الحاضر غير ملائمة تماما لتلبيه الاحتياجات في المستقبل. فالمعلومات أصبحت تولّد وتُستعمل بمعدل متزايد بسبب تسارع وتيرة ونطاق الأنشطة البشرية والارتفاع المتزايد في متوسط مستوى التعليم[4]. في الوقت نفسه، أدى نمو المنظمات وظهور التخصص والتقسيم إلى خلق حواجز جديدة أمام تدفق المعلومات. وهناك أيضا حاجة متزايدة لمزيد من السرعة في اتخاذ القرارات أكثر من تلك التي كانت في الماضي. 


مما لا شك فيه أن أخطر مشكلة في الاتصالات هي ضعف المعلومات التي يتعين التعامل معها. بالنظر إلى اتجاهات النمو الحالية، يبدو أن الأتمتة توفر أكفا الطرق لاسترجاع هذه المعلومات ونشرها" (Luhn, 1958).


إذا من خلال مقدمة المقال، أوضح H.P Luh الظروف الداخلية والخارجية التي أدت إلى استخدام الذكاء في المجال التكنولوجي، فالتكنولوجيا باعتبارها وسيلة وليس هدفا وفي ظل الظروف التي ذكرها H.P Luh أصبحت مجبرة على الحفاظ على دورها الذي وجدت من أجله ألا وهو خدمة احتياجات المستعملين لها. كما يبين أهمية الذكاء كأداة اتصال فعالة بين المنظمة ومحيطها وكأداة أساسية في عملية اتخاذ القرار.


رابعا: الذكاء في علوم الإدارة والتسيير وإدارة الأعمال

فإذا كان علم النفس يهتم بالذكاء على مستوى الأفراد، وعلوم التكنولوجيا بتوظيفه على مستوى الآلات، فإن علوم التسيير والإدارة وإدارة الأعمال اهتمت توظيفه على مستوى المنظمات، أي انتقال الذكاء من الأفراد والآلات إلى المنظمات التي تجمع بين الطرفين بهدف تحقيق ذكاء المنظمة ككل، بما يخدم الأهداف التي وجدت من أجلها المنظمة.


وفيما يلي ندرج التعريفات التي جاء بها الباحثين في مجال علوم التسيير والإدارة وإدارة الأعمال:

الجدول4: تعريفات الذكاء حسب الباحثين في مجال علوم التسيير والإدارة وإدارة الأعمال

الذكاء: يعني فهم البيئة الاقتصادية للمؤسسة.

DESCHAMPS Jacqueline,

(MURÇA MORGADO, 2016, p. 80)

الذكاء هو: القدرة على ربط الأحداث لإعطائها معنى، هذا يعني: توضيح الأهداف الإستراتيجية للمنظمة؛ التعبئة والربط بين مختلف الأطراف الفاعلة داخل المنظمة؛ التحكم في سيرورة تحديد الأحداث (بواسطة الوسائل المتخصصة)، المعالجة، النشر للمتلقين لها واستغلالهم لها؛ التركيز على جودة المعلومات وقيمتها بالنسبة للمنظمة. 

Sutter Eric,

(MURÇA MORGADO, 2016, p. 80)

الذكاء هو: الانتقال من الملاحظة إلى العمل من خلال الفهم واتخاذ القرار يشكل عمليه معقدة أو يمكن وصفها بالذكاء.  إذا هناك أربع وظائف تشارك في عمليه تكييف الشركة وهي: المراقبة، الفهم، القرار، العمل.

هذا "الذكاء" هو الذي سيسمح للشركة بالتكيف مع الحتميات الخارجية إضافة إلى تلك التي تضعها نفسها لزيادة فرص نجاحها واستباق التطور.

وعليه سيكون ذكاء  الشركة هو طريقة تفعيل جميع المحركات والشبكات والاتصالات والنظم الداخلية والخارجية الخاصة لتوليد الإجراءات المفيدة للحصول على النتيجة المرجوة "للحالة المستقبلية المنشودة".

Pierre Larrat,

(MURÇA MORGADO, 2016, p. 80)

يمكن الاستعانة في تعريف الذكاء بأصل الكلمة اللاتيني "intelligere "، بمعنى الفهم. فأدبيا الذكاء الاقتصادي يصبح الفهم الجديد للاقتصاد وأبعاده، وكدا أبعاده التنافسية والخاصة بالحصول على المعلومات.

MARCON Christian

 

(MURÇA MORGADO, 2016, p. 80)

الذكاء يتعلق فقط بالبصيرة. فهو ليس فقط الحصول على المعلومات، كما أنه لا يُعنى فقط بالمنافسين.

GILAD Benjamin

(MURÇA MORGADO, 2016, p. 80)

الذكاء هو المعرفة والمعرفة المسبقة للعالم من حولنا، تمهيدا لاتخاذ القرار الإداري والعمل.

HERRING Jan

(MURÇA MORGADO, 2016, p. 80)

الذكاء هو: المرحلة الأولى من عملية اتخاذ القرار الذي يمكن من استكشاف المحيط بهدف تحديد الحالات التي تتطلب اتخاذ القرارات

Herbert Simon  

(DHAOUI, 2008, p. 54)

لترجمة الأحداث، تطوير نموذج تعلمي وإضفاء المعنى الذي يمكن من تجميع المخططات المفاهيمية للمديرين.

Daft & Weick

(Mabrouki, 6-9 juin 2007, p. 4)

الذكاء هو: القدرة على تحليل المشكلات المركبة و القدرة على التجميع ووضع مخططات جديدة

P. Achard & J.P. Bernat

(DHAOUI, 2008, p. 55)

المصدر: من إعداد الباحثة بالاعتماد على المصادر المذكورة 

 

في حين نجد أن  Harold Wilensky  في سنة 1968 قد استعمل مصطلح الذكاء التنظيمي (SENOUSSI, 2009-2010, p. 5) وعرفه: "عملية جمع وتجهيز وتفسير وتبليغ المعلومات والسياسات الفنية لاتخاذ قرار".  

كما يصنف الذكاء إلى ثلاثة أصناف وهي:

1-  الذكاء التواصلي: يتكون في قدره المنظمة على الكشف عن الفرص والتهديدات من خلال شبكتها العلاقاتية، وتدخل أعمال جماعات الضغط ضمن نطاق هذا النوع من الذكاء.

2-  الذكاء الداخلي: يسمح بالمراقبة داخل الشركة، الكشف عن نقاط القوة والضعف وضمان سلامة وأمن المعلومات.

3-  ذكاء الأرقام والحقائق: باستعمال تكنولوجيا المعلومات، يوفر لصانعي القرار: المعلومات التقنية، العلمية، القانونية، الاقتصادية، الديموغرافية، الاجتماعية والصناعية.


أما  P. Achard & J.P. Bernat فقد أعطيا تصنيفا آخر للذكاء داخل المنظمة، والذي نستعرضه في الجدول الآتي:

جدول 5: أنواع الذكاء حسب P. Achard & J.P. Bernat (1998)

تصنيفات الذكاء

الذكاء التحليلي

الذكاء الابداعي

الذكاء العملي

الذكاء العلاقاتي

الوظيفة

المقارنة

الحكم

التقييم

التحليل

الخيال

الفرضية

الاختراع

الإبداع

التطبيق

الاستعمال

التجسيد

العمل

الفهم

المشاركة

الحافز

التنظيم

المصدر: (DHAOUI, 2008, p. 55)


كما نجد مصطلح المنظمة الذكية وهي حسب Garvin David (حميدوش، 2014، صفحة 6)" تقوم بإدارة سيرورة التعلم بطريقة نشطة من خلال إدماج خمس وظائف أساسية في طريقة العمل و هي حل المشاكل بصفة نظامية، تجربة المناهج الجديدة، التعلم من التجارب الخاصة ومن الماضي ومن تجارب الآخرين الناجحة، القدرة على إنشاء واقتناء المعارف وتحويلها بفضل الممارسات والتعديل في السلوك وفي الأخير الطريقة الجديدة في النظر للأشياء".


ما هي خصائص المنظمات الذكية؟ يستنتجها (العبادي، 2012، صفحة 862) انطلافا من خصائص الشخص الذكي، إذ يمتلك الشخص الذكي ثلاث خصائص هي2000) :)  Veryard

-1 القابلية العالية لإدراك المعلومات المعقدة في العالم الخارجي.

-2 القابلية العالية للاستجابة لهذه المعلومات بشكل ملائم.

-3 القابلية للتعلم بسرعة.


ويذكر (العبادي، 2012): "حسب  Morris (1998) المنظمات هي كيانات ذكية، ومجتمعات من العقول Choo (1998) ، فالتي تكون غافلة عن بيئتها، وتصنع الأخطاء بشكل متكرر، وتُظهر عدم القابلية للتذكر أو التعلم، سوف تكون معرضة للانهيار، ومثل هكذا سلوكيات وخصائص عندما نجدها في الإنسان فسوف يتبادر إلى أذهاننا بأنه مؤشر على الغباء والحماقة.كذلك الحال بالنسبة للمنظمة، فإننا يمكن أن نصفها، من الناحية المنطقية، بنفس الطريقة. فالمنظمات غير الذكية تفشل في كشف حتى الإشارات الأكثر وضوحا للتغير في بيئتها وتفشل في الاستجابة الملائمة ويكون تعلمها بطيئا جدا Veryard (2000)."


كما يضيف: وأما المنظمات الأخرى التي تكون متيقظة لظروف التغير وتستجيب بشكل مبدع للفرص والتهديدات البيئة، وتتعلم بشكل مستمر من خبرتها، ومن أخطاء منافسيها،سوف تُظهر نفس المقدرات التي يمكن أن يُميز بها الناس الأذكياء: متلهف ومتقبل لحب الاستطلاع، ومرن في الاستجابة، وذو تعلم سريع Veryard (2000).


وبهذا يحدد  Sydanmaanlakka (2002)  أربعة عشرة ميزة للمنظمات الذكية، وهي: (العبادي، 2012)

·        امتلاك إستراتيجية واضحة؛

·        وجود هيكل تنظيمي يدعم التجديد؛

·        ثقافة وقيم تشجع على التعلم المستمر؛

·        تطبيق سياسة التحسين المستمر  )الجودة الشاملة(؛

·        ترى الموارد البشرية منها مصدر قيم مهم؛

·        إعادة هندسة العمليات بشكل دائم؛

·        إدارة الأداء الكفء؛

·        إدارة القدرات الذهنية والفكرية بشكل منتظم؛

·        انتشار المعرفة بين أفرادها العاملين؛

·        فرق عمل متماسكة بشكل كفء؛

·        استعادة التغذية الراجعة بشكل مناسب؛

·        استخدام أساليب تمكين متطورة للعاملين؛

·        العمل القيادي بالأسلوب التحويلي والتبادلي؛

·        قدرة التغيير العالية.


من خلال ما جاء من المفاهيم والتعاريف الخاصة بالذكاء، يمكننا استنتاج ما يلي:

·         تختلف التعاريف التي قدمت له من لغة إلى أخرى، لذا يمكننا تعريفه على أنه: "تصرف مبني على الفهم، العلم، التفكير، التكيف، التصور، الإدراك، الاستنتاج، التحليل، التمييز والتركيب، مع الأخذ بعين الاعتبار التجارب السابقة والبحث في العلاقات القائمة بين الحقائق لحل مشكلة ما في وقت مناسب مع ضرورة تخزين التجربة الجديدة لاستعمالها في التجارب اللاحقة"؛

·         هو مصطلح ضارب في عمق التاريخ، فقد استعمله الرومان منذ ما قبل التاريخ، كما ذكره القرآن الكريم بمرادفات عديدة أما ضمنيا فقد تجسد في ممارسات الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، كما ذكرت في القرآن كذلك الوسائل التي تعمل على تجسيده وهي الرياضيات والإحصاء؛

·         اهتمت به العديد من العلوم، فعلم النفس اهتم به على مستوى الأفراد، وعلوم التكنولوجيا اهتمت به على مستوى الآلات أما علوم التسيير والإدارة وإدارة الأعمال فقد عملت على الاستفادة من الاثنين معا للحصول على منظمة ذكية؛

·         يمكننا تعميم مفهوم الذكاء كما يلي: "عملية ربط لمجموعة من المعلومات الداخلية والخارجية من أجل أن يستعملها مستخدم الذكاء (سواء كان فردا، جماعة، منظمة، دولة أو إقليما كاملا) في حل مشكلات تواجهه، ناتجة عن تغير في ظروف البيئة و/أو بغية الوصول إلى أهداف مرسومة، إذ يتجسد هذا الذكاء من خلال ثلاث مظاهر هي: القابلية العالية على إدراك المعلومات الموجودة في العالم الخارجي وبالتالي الاستجابة لها بشكل ملائم مع التعلم من هذه التجربة أو التجارب السابقة للتعامل مع معطيات البيئة اللاحقة."

 

 

 

قائمة المراجع العربية

الرياضيات والإسـلام . (بلا تاريخ). تاريخ الاسترداد 24 سبتمبر, 2017، من YABEYROUTH.COM: https://www.yabeyrouth.com/4281-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%80%D9%84%D8%A7%D9%85

السعدي. (بلا تاريخ). تفسير السعدي سورة الفرقان الآية 74. تاريخ الاسترداد 25 ديسمبر, 2017، من القرآن الكريم: http://qurantech.com/tafseer.php?sora=25&type=5&aya=74

تعريف الذكاء ماهو الذكاء مفهوم الذكاء. (بلا تاريخ). تاريخ الاسترداد 2017 يناير, 29، من 

http://iqra3n.com/%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D8%A7%D9%87%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D9%85%D9%81%D9%87%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1

جمع القرآن. (17 سبتمبر, 2017). تاريخ الاسترداد 24 سبتمبر, 2017، من ويكيبيديا: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%85%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86

عبد العزيز الرويلي. (11 يناير, 2012). القدوة الحسنة في القرآن الكريم. تاريخ الاسترداد 25 سبتمبر, 2017، من الألوكة الشرعية: http://www.alukah.net/sharia/0/37451

علي عباس عبد الرضا. (نيسان, 2011). الآيات القرآنية ومفايم الرياضيات. دراسات تربوية (14)، الصفحات 39-72.

غني ناصر حسين القريشي. (24 ديسمبر, 2011). نظرية التخصص وتقسيم العمل. تاريخ الاسترداد 20 سبتمبر, 2017، من موقع جامعة بابل، كلية الآداب: http://www.uobabylon.edu.iq/uobcoleges/lecture.aspx?fid=8&lcid=24887

محمد حميدوش. (18 يناير, 2014). الذكاء الاقتصادي فهمه وانشاؤه واستعماله وتأصيله. الجزائر، كلية العلوم الاقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير قسم العلوم الاقتصادية، الجزائر: جامعة الجزائر3.

محمد عبد الرحيم نجده. (2015). مفهوم الذكاء في الثرات الاسلامي. مجلة العلوم والبحوث الاسلامية ، 16 (1)، الصفحات 1-22.

معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي. (بلا تاريخ). تاريخ الاسترداد 29 يناير, 2017، من المعاني: http://www.almaany.com/ar/dict/ar-ar/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1

هاشم فوزي العبادي. (2012). الذكاء التنظيمي كممارسة أعمال نحو بناء منظمة ذكية. Advanced social research ، الصفحات 258-266.

وديعة عمراني. (14 أبريل, 2011). الفرق بين ( العدِّ) و ( الاحصاء ) !! الآية ( لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) . تاريخ الاسترداد 24 سبتمبر, 2017، من المعهد الإسلامي للدراسات الإستراتيجية المعاصرة : http://www.islamicforumarab.com/vb/t934/

 

قائمة المراجع الأجنبية

DHAOUI, C. (2008, Avril 04). LES CRITÈRES DE RÉUSSITE D'UN SYSTÈME D'INTELLIGENCE ÉCONOMIQUE POUR UN MEILLEUR PILOTAGE STRATÉGIQUE. Nancy, Sciences de l'Information et de la Communication, France Nancy: l'Université Nancy 2.

Hans Peter Luhn. (2017, Septembre 13). Consulté le Septembre 20, 2017, sur Wikipedia: https://fr.wikipedia.org/wiki/Hans_Peter_Luhn

Ibn Khaldoun, a. (1863). les prolégomènes d'Ibn Khaldoun. 2(Chicoutimi, Québec). (W. M. GUCKIN, & B. D. SLANE, Trads.) université de Chicoutimi, Québec Kanada.

intelligence. (s.d.). Consulté le Juillet 24, 2017, sur LAROUSSE: http://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/intelligence/43555?q=intelligence#43477

intelligence définitions. (1996, Janvier). Consulté le Juillet 26, 2017, sur GAPPESM: Groupement Associatif Pour les Personnes Encombrées de Surefficience Mentale : https://gappesm.net/Intelligence/definition-intelligence/

Legg, S., & Hutter, M. (2007). A Collection of Definitions of Intelligence. IDSIA-07-07.

Luhn, H. (1958). Business Intelligence System. IBM Journal , 314-319.

Mabrouki, M. N. (6-9 juin 2007). la pratique de l'intelligence economique dans les grandes entreprises: voyage au coeur d'un système non univoque. XVIème Conférence Internationale de Management Stratégique, (p. 4). Montreal, Canada.

MURÇA MORGADO, P. (2016, Juillet 15). Intelligence économique. Terminologie et maturité de la discipline : approche comparée. Genève, Haute Ecole de gestion Géneve , Suisse: Travail de Bachelor réalisé en vue de l’obtention du Bachelor HES.

SENOUSSI, M. (2009-2010). L’Intelligence économique Émergence du concept et définitions. Rabat, Ecole des Sciences de l’Information, Souissi, Rabat Cours fondamentaux de l’Intelligence économique 3A- CI , GR A & B, Maroc, Rabat.

 

 

 

 

 

 

 



[1]  الرقاع: هي الجلود

[2]  اللخاف: هي الحجارة الرقيقة

[3]  العسب: هو جريد النخل

[4] نعني بتقسيم العمل تجزئة العملية الإنتاجية إلى عمليات فرعية وصغيرة وتوزيعها على مجموعات من العاملين المتخصصين الذين يعملون في مؤسسة اقتصادية واحدة أو عدة مؤسسات. ويشير أيضاً إلى التخصص بأعمال مختلفة ومتشعبة من جهة ومتكاملة من جهة أخرى.

وقد ظهر هذا النظام بعد التطور الهائل الذي شهدته الصناعة والتكنولوجيا وتقدم العلوم وفنون الإنتاج في القرنين التاسع عشر والعشرين، عندما بدأت الصناعة تستخدم عدداً كبيراً من الآليات والمكائن التي يؤدي كل منها وظيفة معينة. واستخدام هذه الآليات والمكائن أدت إلى تقدم القطاع الصناعي وتطوره. الأمر الذي شجع رجال الصناعة والأعمال على انتهاج المزيد من مبادئ تقسيم العمل والتخصص فيه إلى أنْ أصبحت الصناعة مهنة معقدة وذات تأثير كبير على مؤسسات المجتمع الحديث. (القريشي، 2011)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الذكاء الاقتصادي

المحاضرة 1 في الذكاء الاقتصادي: الذكاء بين اللغات والاستعمالات

  بقلم: د. بن سعودي زينب الذكاء بين اللغات والاستعمالات فهرس المحتويات قائمة الجداول _ 1 الذكاء في اللغات _ 2 أولا: الذكاء في اللغة ...