الخميس، 24 سبتمبر 2020

المحاضرة 2 في الذكاء الاقتصادي: نشأة الذكاء الاقتصادي

 

نشأة الذكاء الاقتصادي
Ajouter une légende

 نشأة الذكاء الاقتصادي

أصبح الاهتمام بالمعلومات شيئا مهما في حياة المنظمات، التي تبحث عن النجاح في عصر دائم التغير. هذه المعلومات لابد لها من وسائل وطرق للحصول عليها، كما لابد من الاستفادة منها بعد الحصول عليها.

فمنذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض وهو في تنافس مع من يتقاسمون معه بيئته، لذا فقد وظف ذكاءه للتأقلم معهم بل والبحث عن كيفية التغلب عنهم.


من خلال المقال الخاص بالذكاء نجد أن مصطلح الذكاء يرجع إلى العصور ما قبل الميلاد، ما يعني أن الفرد قد وظفه في حياته اليومية منذ الأزل.


من خلال الاطلاع على العديد من الدراسات بخصوص الجذور التاريخية للذكاء الاقتصادي نجد دراسة (STEPHENS & JUHARI, 2009) التي تؤكد على أن الذكاء التنافسي تعود جذوره إلى ما قبل التاريخ مستشهدا بالعديد من الأمثلة في مجالات مختلفة،  وكدا دراسة (DHAOUI, 2008)  التي تؤكد على أن الجذور التاريخية للذكاء الاقتصادي قد بدأت في التجارة والمبادلات التجارية مستدلة بالشبكات التي كان التجار يتخذونها كوسيلة لإيصال منتوجاتهم عبر الدول.


إلا أن هذه المرحلة عرف فيها الذكاء الاقتصادي أو التنافسي في شكل ممارسات فقط، ثم أتت مرحلة التنظير وهذا من خلال بروز العديد من النماذج الاقتصادية في الدول الرائدة والتي رافقتها العديد من الأبحاث والدراسات التي ساهمت في تطور المصطلح وإثرائه.

المرحلة الأولى: الذكاء الاقتصادي كممارسة

تعتبر التجمعات البشرية -بكافة أحجامها- من أهم العوامل التي أدت إلى ظهور المنافسة على مر العصور، مما دفع بهذه التجمعات إلى البحث عن السبل الكفيلة بالتميز في العديد من المجالات كنوع من إثبات الذات، كالمجال العسكري أو التجاري.


فإذا رجعنا لتاريخ الحروب نجد أن الهدف منها في غالب الأحيان هو هدف اقتصادي، وهو ما تجلى في التوسعات التي طمح لها العديد من قادة الدول، وإذا نظرنا إلى الذكاء الاقتصادي على أساس أنه وسيلة لجمع، معالجة، تحليل ونشر المعلومات من أجل تحقيق هدف اقتصادي، فإن ممارسته في المجال العسكري تعود جذوره إلى ما قبل التاريخ وهذا ما تؤكده دراسة (STEPHENS & JUHARI, 2009)، لذا سنستعين ببعض الأمثلة التي وردت في هذه الدراسة والتي نلخصها في الجدول الآتي:


جدول 2: ممارسة الذكاء في المجال العسكري

التاريخ

الممارسة

500 سنة قبل الميلاد

الذكاء والجوسسة تستمر في القيام بدور هام في التخطيط للمعركة، يكتب "صن تزو" من الصين "فن الحرب" كتابا حول أهمية الذكاء.

204 سنة قبل الميلاد

تحت ستار الدبلوماسية، "سكيبيو الافريقي" غنم[1] بالذكاء الذي ساعده في هزيمة الجيش القرطاجي.

220 للميلاد

الجنرال الصيني "كونغ مينغ" يكتب "احتراف استراتيجيات الحرب" تم استخدامه بنجاح من طرف الحكومة، الجيش والتجارة.

1000 للميلاد

الحروب الصليبية تبرز حالة للذكاء. أين استعمل الشرق الأوسط الحيل الذكية وأدوات جمع المعلومات.

1100 للميلاد

مرشد جيش "الأنصاري" يكتب عن الجواسيس، الرسل و المعلومات. (تحتاج إلى توضيح)

1171-1172 للميلاد

سلطان سوريا "الملك العادل" يجهز نظام ذكاء.

1234 للميلاد

"الحاجز" أو "YAM" الذي وضعه المغولي "خان أوغندي الأعظم"[2]

1600 للميلاد

"تويوتومي هيديوشي"، نابليون اليابان تمكن وبنجاح من دمج النظريات الإستراتيجية التي أخذها من "صن تزو"

1700 للميلاد

" ناثان تروتشيلد" قام بنجاح بتطوير واستعمال شبكة الاستعلام من أجل مساعدة البريطانيين في هزم "نابوليون"       ][

1860 للميلاد

الياباني "جوهو" قام بترجمة الـ"nanchrit" الألماني كنوع من الذكاء. 

الأربعينات من القرن العشرين

اندلاع الحرب العالمية الثانية، تزايد استعمال تكنولوجيا المخابرات العسكرية. واستخدام كلا الطرفين للمراقبة الإلكترونية.

المصدر: من إعداد الباحثة بالاعتماد على (STEPHENS & JUHARI, 2009, p. 26).


من خلال الجدول نلاحظ أن الذكاء قد استعمله القادة في فترات زمنية مختلفة حيث نجد أن الأمثلة تراوحت منذ عصر ما قبل الميلاد إلى غاية تاريخنا المعاصر، كما أنه قد استُعمل في مناطق جغرافية متنوعة: كالصين، شمال إفريقيا، سوريا، المغول، اليابان وبريطانيا، هذا ونجد تعددا في الوسائل المستخدمة البشرية منها مثلما كتب عنها قائد جيش الأنصاري أين ذكر "الجواسيس، الرسل والمعلومات" كما نجد من استعمل الوسائل المادية مثل "الحاجز" أو "YAM" الذي وضعه المغولي "خان أوغندي الأعظم"، فنجد من استعمل الذكاء مباشرة في حل المشكلات التي تواجهه مثل "صن تزو" الذي جمع بين الجوسسة والذكاء من أجل التخطيط للمعارك، ومن اعتمد على وضع مراجع خاصة بالذكاء من أجل أن يمشي عليها التابعين لهم مثل "كونغ مينغ" ومنهم من نقل التجارب من الغير مثلما حدث مع "تويوتومي هيديوشي".


أما في المجال التجاري، فقد اعتمد عالم الاقتصاد على آلية التواصل في عمليات التجارة البحرية وتجارة التوابل الذي لجأت إليه جميع المنظمات في ذلك الوقت، مما أدى إلى تشكيل الشبكات الاقتصادية بهدف الرقابة والهيمنة على تجارة مربحة. مثال على هذا "طريق الحرير" الذي كان منذ العصور الوسطى شبكة من طرق التجارة بين آسيا وأوروبا، من مدينة "شيآن" في الصين إلى "أنطاكية" في سوريا.  كما أن العديد من الأمثلة تكشف أن الكل كان عبارة عن شبكة ولا يعمل إلا في إطار شبكة (أي تنظيمات) وهو النظام الذي استمر عليه الاقتصاد حتى القرن الواحد والعشرين (DHAOUI, 2008, p. 380).


كما تثبت دراسة (STEPHENS & JUHARI, 2009) أن الذكاء الاقتصادي في المجال التجاري قد برز في العديد من الممارسات التجارية، التي يبينها الجدول الآتي:

جدول 3: ممارسة الذكاء في المجال التجاري

التاريخ

الممارسة

/

أنظمة مقارنة بسيطة بين السلع والخدمات بتطور التجارة والمقايضة.

500 للميلاد

الامبراطور البيزنظي "جيستينيان" يوظف الرهبان لسرقة الديدان الحريرية من الصينيين وذلك لفهم كيفية صنع الحرير.

1600 للميلاد[3]

" R.L Wickham" أُرسل إلى الصين من أجل جمع المعلومات التي من شأنها أن تجعل "انجلترا" أكثر تنافسية في المجال الاقتصادي والعسكري. فقام بتهريب شجيرات الشاي[4] إلى انجلترا والهند، فشرعت كل منهما في صناعة الشاي بينما كانت تُعطل صناعته في الصين.

المصدر: من إعداد الباحثة بالاعتماد على دراسة (STEPHENS & JUHARI, 2009, p. 26)


من خلال الأمثلة الواردة في الجدول السابق نستنتج أن الإنسان ومن خلال التجارة التي مارسها منذ القدم، عمد إلى تطوير الوسائل التي تحقق له النجاح في هذا المجال. فالتوسع في الإنتاج كان سببا رئيسيا في البحث عن الطرق المناسبة لتصريف الفائض من المنتجات إذ لجأ إلى المقايضة، كما لجأ الإنسان إلى البحث في أسرار المنتجات مثلما فعل مع الحرير والشاي. 

  

ومع ظهور الثورة الصناعية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر، والتي عرفت إحلال الآلات بدل العمل اليدوي ما يعني ظهور عنصر جديد في عناصر الإنتاج، وهو الواقع الذي أصبح يفرض حماية الآلات ففي بريطانيا مثلا: وبهدف حماية آلة الغزل القطنية، فرضت مصانع "لانكاشير" عقوبات صارمة على التجار في حال كشفوا خصائص هذا الاختراع للتجار الأجانب (على سبيل المثال بتر اليد) (MARTRE, 1994).


كما ساهمت الثورة الصناعية في تطوير الآلات. ما أدى بالمخترعين إلى عرض اختراعاتهم في المعارض الدولية والرسمية بهدف إبرام عقود التراخيص أو البيع مع مستثمرين يزورون هذه المعارض، ما أدى إلى ظهور إشكالية تتمثل في أن العديد من المخترعين اكتشفوا أن اختراعاتهم التي قاموا بعرضها قد تم نسخها وتقليدها وهو الوضع الذي لم يشجعهم على الاستمرار بعرض هذه الاختراعات دون وجود ضمانة فعالة، وبناء عليه تم إبرام اتفاقية باريس لحقوق الملكية الصناعية بتاريخ 20 مارس 1883، التي تضمنت العديد من الأحكام الخاصة بحقوق الملكية الصناعية دون أن تترتب جزاءات على الدول التي لا تلتزم بهذه الأحكام (الطراونة، 2005).     

المرحلة الثانية: الذكاء الاقتصادي كمفهوم قائم بذاته

أولا: نشأة النماذج العالمية للذكاء الاقتصادي

استمرت ممارسة الذكاء الاقتصادي، إلا أن الظروف الدولية الراهنة جعلت منه ضرورة لا اختيارا بالنسبة للدول الباحثة عن فرض اقتصادياتها في الساحة العالمية، إذ يقول (JUILLET, L’état relance la dynamique, 2004): "في المنافسة الدولية الراهنة، لا يمكن للدولة أن تغيب عن هذا المجال الهام بالنسبة لمستقبل البلد. وأصبح الذكاء الاقتصادي اليوم سياسة عامة شاملة".أي أنه لم يعد مجرد ممارسات بل أصبحت له الهيآت الممثلة له من طرف الدولة في شكل نماذج عالمية[5] أثبتت نجاحها في قيادة اقتصادياتها نحو النجاح عبر توفير المعلومات اللازمة للأطراف الفاعلة داخلها.


وسنتطرق إلى تعريف ومكونات نماذج الذكاء الاقتصادي في مقال خاص.


وتجدر الإشارة إلى وجود العديد من الاعتبارات التي تدفع الباحثين لاختيار النماذج بغرض دراستها فنجد مثلا أن Henri Martre قد أخد الاعتبارات الآتية حسب ما أوردها في تقريره: (MARTRE, 1994)

Ù                     الأداء العام للهندسة الإستراتيجية للمعلومات للبلد محل الدراسة؛

Ù                      نماذج الاتصال بين أجهزة الذكاء الاقتصادي والقطاعين العام والخاص في الدولة؛

Ù                     التجديد في مجال الذكاء الاقتصادي؛

Ù                     مدى استخدام الذكاء الاقتصادي كوسيلة للتأثير في المنافسة الاقتصادية؛

Ù                     تطوير سوق خاص بالذكاء الاقتصادي؛

Ù                     إدراج إدارة الذكاء الاقتصادي في حياة المؤسسات.  


على أساس الاعتبارات السابقة تم اختيار كل من بريطانيا، السويد، اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا، إذ يصنف التقرير كل من بريطانيا والسويد تحت عنوان "نماذج رائدة" في حين يعالج نماذج الدول الأخرى تحت عنوان "أنظمة كبيرة معاصرة".


سنتطرق في هذا المقال إلى كل من النموذج الياباني، الأمريكي والفرنسي، في حين سنخصص مقالا خاصا بالنموذج الألماني.


1-                       نموذج الذكاء الاقتصادي الياباني: في عام 1950 طورت اليابان نظام الذكاء الاقتصادي، وتعتبر البلد الأول الذي اعتمد اعتمادا مطلقا على تبادل المعلومات كأساس لتطوره، وهذا بفعل وزارة التجارة الدولية والصناعة MITI[6] التي تأسست بفعل كبار القادة العسكريين وذلك سنة 1949، والتي تعتبر أساس المعرفة والقاعدة الأولى للمعلومات على مستوى البلاد، وذلك بمساعدة منظمة التجارة الخارجية اليابانية [7]JETRO  التي تأسست سنة 1958 من أجل تنشيط الاقتصاد معتمدة في تكوينها على تجربة المنظمة البريطانية  BETRO [8]. (فيلالي، 2014)


وفيم يلي عرض لبعض المنظمات المكونة لنظام الذكاء الاقتصادي الياباني:

Ø                    JETRO: تأسست سنة 1958، عبارة عن تنظيم حكومي ياباني مقره العاصمة "توكيو"؛

Ø                    MITI: تأسست سنة 1958 (فيلالي، 2014) وهي تهتم بتنسيق وتحليل وتعميم المعلومات للشركات اليابانية (SCHELCHER, 2012)؛

Ø                    [9]IPP: تأسست سنة  1962 وهي منظمة مسؤولة عن تدريب المهنيين الشباب على اكتساب أصول المعلومات والمعلومات الحساسة. كما توجد مدرستان مماثلتان لها تمول تكاليف الدراسة بها من طرف المؤسسات. (SCHELCHER, 2012)


كما تعتبر الثقافة اليابانية المبنية على أساس نقل المعلومات، من ضمن أهم العوامل التي ساهمت في نجاح تجربة الذكاء الاقتصادي داخلها. وهو ما أدى بانتقال اليابانيين في كثير من القطاعات الصناعية من عملية التقليد إلى الابتكار عن طريق التكامل بين الذكاء الاقتصادي والمنافسة في مجال البحث والتطوير، وفتح حصص في السوق الخارجي (طباخي، 2007/2008)؛


Ø                    Sogo soshas: هي شركات تجارية مرتبطة بالمجموعات الصناعية والمالية اليابانية الرئيسية (keiretsu) وتعرف تطورا قويا في الخارج. تعمل على مراقبة جزء كبير من التجارة الخارجية لليابان (سواء الصادرات والواردات). كما تراقب جزء من التوزيع المحلي لليابان، مما يجعل من الصعوبة اختراق المنتجات الأجنبية التي تتنافس مع منتجات شركاتها الأم. (Définition du Sogo sosha)


وبسبب أهميتها، فإنها تلعب دورا استراتيجيا في مجال الذكاء الاقتصادي، من خلال نشر المعلومات عن مختلف الأسواق الوطنية، المنافسين وتنظيم الاستثمارات الشركات اليابانية في الخارج. (Définition du Sogo sosha)


Ø                    "الثينك ثانكس" الياباني: ظهرت العديد من مراكز الأبحاث التي كانت امتداداً لوزارات الحكومة أو القطاع الخاص: معهد ميتسوبيشي للبحوث، معهد اليابان للبحوث، مركز نيكو للأبحاث، معهد هيتاشي للأبحاث، مركز التنمية الدولي في اليابان والمعهد الوطني للتقدم العلميUeno  (2004, p 165).  (NACHIPPAN, MENDIZABAL, & DATTA, 2010)


أما الجيل الثاني من المؤسسات البحثية اليابانية فقد ركز في الثمانينيات على استراتيجيات الشركات والمالية لدعم القطاع الخاص ومعظمها كان تحت رقابة المؤسسات المالية. ومن أبرزها معهد بنك التسليف طويل الأجل، ومؤسسة SRIC، ومعهد أبحاث بنك أساهي، معهد ساكورا للبحوث، معهد دايوا للأبحاث، معهد دنتسو للدراسات الإنسانية ومعهد نيبون لأبحاث التأمين على الحياة Ueno  (2004). (NACHIPPAN, MENDIZABAL, & DATTA, 2010)


كما تهدف هذه المؤسسات البحثية إلى دعم السياسة الاقتصادية للحكومة والنمو والتنمية على المستوى الوطني، وليس تقديم بدائل أو معارضة سياسات الحكومة Ueno  (1996, p 229). (NACHIPPAN, MENDIZABAL, & DATTA, 2010)


JSCI[10]: وهي ليست مذكورة ضمن نموذج الذكاء الاقتصادي في اليابان، الأمر الذي ترجعه الباحثة إلى حداثة نشأتها، حيث تأسست في فبراير 2008 كمنظمة غير ربحية نظرا للحاجة المتزايدة للأبحاث حول الذكاء التنافسي في اليابان، وكدا من أجل التعاون مع المؤسسات البحثية في أوروبا، الولايات المتحدة الأمريكية مثل SCIP[11] ومعهد الذكاء التنافسي في ألمانيا. (The Japan Society of Competitive Intelligence)   


2-                       نموذج الذكاء الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية: وتتوزع الأدوار فيها ما بين هيآت موفرة للمعلومات كـCIA  مثلا وأخرى تعمل على حمايتها كـ NSA  أما النوع الثالث فهو هيآت الضغط والتأثير مثل THINK TANKS.


ورد في تقرير (MARTRE, 1994) "يمتلك نظام الذكاء الاقتصادي الأمريكي ترسانة حقيقية في مجال الذكاء الاقتصادي، ولكن خلافا لليابان أو ألمانيا، فإن هذه الترسانة مشتتة ولا تعمل إلا نادرا جدا لدعم سياسة صناعية متضافرة علي الصعيد الوطني". إلا أنه وبعد نهاية الحرب الباردة أدركت الولايات المتحدة الأمريكية أهمية القوة الاقتصادية (Bonnecarrere, Dubois, Rollet, & Soula, 2011, p. 9)، بحسب ما ورد في تقرير (CARAYON, 2003)، إذ تعتبر سنة 1993 نقطة انعطاف هامة في تاريخ الذكاء الاقتصادي الأمريكي، أو كما يصفها (Bonnecarrere, Dubois, Rollet, & Soula, 2011, p. 9) بتحول السياسة نحو الاقتصاد والمؤسسات. فبقدوم الرئيس "بيل كلينتون" إلى البيت الأبيض بدأ التوجه نحو "الوطنية" (NIANG, p. 8)حيث عقد مؤتمر في نوفمبر 1993 برئاسة Robert D Steele والذي وضع برنامجا يبين فيه أهداف الذكاء الاقتصادي كما يلي: (MARTRE, 1994)


·                       تسهيل عملية حصول الخواص على المعلومات الهادفة إلى المصلحة الاقتصادية الوطنية؛

·                        تعزيز إدماج الأقليات العرقية من أجل تحسين التماسك الوطني والاستفادة من جذورها الثقافية الخارجية؛

·                       تقليل الهدر الذي يقدر بمليارات الدولارات سنويا من طرف الوكالات والمؤسسات نتيجة عدم تحكمها في تكنولوجيا المعلومات؛

·                       إعادة النظر في حماية سلسلة المعلومات الوطنية وأي معلومات منشورة يمكن أن تكون مصدرا للمعرفة.   


 كما عرفت هذه السنة إنشاء العديد من الهيآت الخاصة بالذكاء الاقتصادي مثل:

·                       إنشاء NEC [12] بأمر من الرئيس "بيل كلينتون" في سنة 1993 والذي يرتبط مباشرة بالبيت الأبيض ويتألف من مختلف الوزارات والوكالات والمنظمات؛ كما أنه المسؤول في المقام الأول عن تزويد الرئيس بأفضل المعلومات الممكنة عن الاقتصاد بأكمله؛

·                       ISOO [13]: المكلف بحماية المعلومات التكنولوجية الاقتصادية،

·                       NACIC[14] تحول اسمه إلى NCIX[15] والذي يعمل على تجميع المعلومات العامة للمؤسسات، تحضير الاستراتيجيات الهجومية، كما تشكل نقطة اتصال بين مختلف الجهات الموفرة للمعلومات؛


بالإضافة إلى تحول اهتمامات الهيآت الموجودة سابقا في هذه السنة من الاهتمام العسكري المحض إلى الاهتمام بالقضايا الاقتصادية مثل:

·                       CIA[16]: تم إنشاؤها سنة 1947 تشتمل على قسم خاص بالاقتصاد وتتعامل مع المصادر المفتوحة للمعلومات (CARAYON, 2003)، بأمر من الرئيس "بيل كلينتون" (Bonnecarrere, Dubois, Rollet, & Soula, 2011, p. 9)؛

·                       NSA[17]: كنتيجة لـ "إيكيلون"[18] والتي تم تحولت أهدافها من العسكرية إلى أهداف اقتصادية (CARAYON, 2003) ؛

·                       USAID[19]: والتي هي الأخرى تحولت أهدافها من الطابع العسكري إلى الاقتصادي (CARAYON, 2003).


3-                       نموذج الذكاء الاقتصادي الفرنسي: يلخص  (GLOAGUEN, 2012) مراحل تطور الذكاء الاقتصادي في فرنسا في ثلاث مراحل هي: صدور تقرير Martre وإنشاء لجنة للتنافسية والأمن الاقتصادي سنة 1994، صدور تقرير Carayon وتعيين مسؤول أعلى للذكاء الاقتصادي سنة 2003، تعيين مندوب للذكاء الاقتصادي مشترك ما بين الوزارات في سنة 2009. لكن بخصوص استعمال مصطلح الذكاء الاقتصادي في فرنسا فإنه يعود إلى سنة 1992 حين استعمله Christian Harbulot لأول مرة في سنة 1992 حين نشر مقالا خاصا بتقرير حول اليقظة الموجه لمركز التطوير والتقييم هذا كمصطلح أما على صعيد الهيآت فتسميها (فيلالي، 2014) بالترسيخ الرسمي لنظام الذكاء الاقتصادي في فرنسا إذا فمراحل تطور نموذج الذكاء الاقتصادي الفرنسي تكون عبر المحطات الآتية: 


·                       سنة 1992 بالترسيخ الرسمي لنظام الذكاء الاقتصادي: في أبريل 1992 عرض نظام الذكاء الاقتصادي رسميا في فرنسا بإنشاء الفرع الفرنسي لـ "SCIP" "مجتمع الذكاء التنافسي المهني" بناء على مبادرة كل من "Yves-Michel Marti "، "Bruno Martinet"و "Jean-Pierre Bernat". (فيلالي، 2014)

·                       سنة 1994 صدور تقرير Martre وإنشاء لجنة للتنافسية والأمن الاقتصادي: تم إنشاء لجنة الذكاء الاقتصادي واستراتيجيات المؤسسات داخل المحافظة العامة للتخطيط والتي ترأسها Henri Martre وتمخض عنها في شهر فيفري 1994 صدور تقرير Martre بعنوان "الذكاء الاقتصادي واستراتيجيات المؤسسات". (GLOAGUEN, 2012, p. 18)


فبعد إجراء تحليل مقارن لمختلف أنظمة الذكاء الاقتصادي في العالم واستعراض نقاط القوة والضعف في فرنسا وضع هذا التقرير مجموعة من الاقتراحات المكونة من أربع نقاط لتصحيح موقف يعتبر بعيدا جدا عن القوى الاقتصادية الأخرى: (GLOAGUEN, 2012, pp. 18-19)

Ù                   نشر تجربة وثقافة الذكاء الاقتصادي في المؤسسة؛

Ù                   تحسين تدفق المعلومات بين القطاعين العام والخاص؛

Ù                   وضع بنوك المعلومات بما يتناسب احتياجات المستعملين؛

Ù                   تحريك (تنشيط) عالم التربية والتكوين.


وهو ما أعطى دفعا لتأسيس "لجنة التنافسية والأمن الاقتصادي" في 18 أبريل 1995 (CCSE) من طرف الوزير الأول والمكونة من سبعة أعضاء منتخبين لمدة سنتين (فيلالي، 2014).


كان الهدف من تأسيس هذه اللجنة هو تقديم الاستشارة للحكومة بشأن توقعات المؤسسات، وتطوير التآزر بين القطاعين العام والخاص وتنفيذ ممارسة وطنية للذكاء الاقتصادي. (GLOAGUEN, 2012, p. 19)


·                       سنة 2003 صدور تقرير Carayon وتعيين مسؤول أعلى للذكاء الاقتصادي (HRIE): جاء هذا التقرير بمثابة تقييم للوضع الذي وصل إليه الذكاء الاقتصادي في فرنسا بعد عشر سنوات من إصدار تقرير Martre، والذي أكد من خلاله على تراجع تنافسية فرنسا مستشهدا بوجود مليون طفل وشاب دون سن الثامنة عشرة يعيشون تحت خط الفقر، (CARAYON, 2003, p. 7)، كما أشار هذا التقرير على غياب شبه كامل للسلطات العامة، وعدم جود تعاون بين القطاعين العام والخاص كما دعا إلى ضرورة التزام الدولة بسياسة الدفاع والأمن الاقتصادي وتجديد السياسة العامة للذكاء الاقتصادي من خلال ثمان وثلاثين اقتراحا تتمحور حول أربعة محاور (GLOAGUEN, 2012, p. 19) هي:


Ù       تعزيز التنافسية، وذلك بمرافقة المؤسسات في غزوها للأسواق الخارجية؛

Ù       تكوين جهاز خاص بالأمن الاقتصادي في مجال شبكات المعلومات، العمليات الصناعية والوسائل القانونية (خاصة الملكية الفكرية)؛

Ù       وضع إستراتيجية للتأثير، خاصة فيما يخص الاستباق المعياري (أو التأثير المعياري influence normative

Ù        النشر على جميع الأنحاء الفاعلة للمعلومات المتناسبة مع احتياجات الفاعلين الاقتصاديين.

 

كنتيجة لهذا التقرير، أعلنت الحكومة في شهر ديسمبر 2003 عن تعيين المسؤول الأعلى المكلف بالذكاء الاقتصادي، التابع للأمانة العامة للدفاع الوطني والمكلف بدفع وتنسيق سياسة عامة للذكاء الاقتصادي وقد تم تعيين Alain Juillet في هذا المنصب والذي شغله إلى غاية شهر ماي 2009. (GLOAGUEN, 2012, p. 19)

·                        سنة 2009 تعيين مندوب للذكاء الاقتصادي مشترك ما بين الوزارات: بتاريخ 16سبتمبر 2009، اعتمد مجلس الوزراء مرسوما بشأن إنشاء مندوب مشترك بين الوزارات للذكاء الاقتصادي، تابع لرئاسة الجمهورية من خلال لجنتها التوجيهية، مسؤول عن اقتراح سياسة الدولة في مجال الذكاء الاقتصادي وتنسيق تنفيذها. كما يتعين عليها أن يمارس مهمة ترصد تطورات البيئة الاقتصادية العلمية والتكنولوجية والدولية، وأن يسهم في حماية القطاعات الاقتصادية ذات المصالح الوطنية الإستراتيجية، فضلا عن التراث العلمي والتكنولوجي والاقتصادي للدولة والمؤسسات الفرنسية. وأخيرا، فانه يضطلع أيضا بمهمة تعزيز التأثير في الهيآت الفرنسية والأنشطة الدولية ، ولا سيما تلك التي لها صلة مباشره بالقدرة التنافسية للشركات. وفي 30 سبتمبر 2009 تم تعيين "Olivier Buquen" مستشارا للوزراء. (GLOAGUEN, 2012) 


ثانيا: تطور مصطلح الذكاء الاقتصادي

من جهة أخرى، نجد تطورات عديدة قد طرأت على مصطلح الذكاء الاقتصادي تختلف من دولة إلى أخرى، كما نجد اختلافا حتى في تسميته، وهذا ما سنوضحه في النقاط الآتية:


1-                   مصطلح الذكاء الاقتصادي في اليابان: بالنسبة لمصطلح الذكاء الاقتصادي في اليابان والدراسات اليابانية، فلا توجد دراسة تعرضت له بشكل مفصل، لكن أشارت إليه كل من دراسة (خوالد و بوزرب، 2017) بعنوان "الذكاء الاقتصادي ودوره في تعزيز تنافسية الاقتصاديات والدول: قراءة في التجربة اليابانية" وكدا مقال (SY, 2012) منشور على موقع "http://msiemc.blogspot.com" تحت عنوان "intelligence économique au Japon, quel état d’esprit"، وفيم يلي الجزء الخاص بمصطلح الذكاء الاقتصادي كما ورد في الدراستين:


·                       حسب دراسة (خوالد و بوزرب، 2017): "وتشير جل الدراسات والأبحاث إلى أن مصطلح الذكاء الاقتصادي قد ظهر لأول مرة في اليابان، حيث كان يسمى بنظام الاستخبارات أو الذكاء التنافسي، حيث تم وضع نظام ذكاء اقتصادي ياباني تدريجيا في عهد الميجي (Meiji) ( 1868-1912 م) إذ توجهت اهتمامات اليابانيين حول ضرورة بناء اقتصاد ياباني قوي وفق نظام الحمائية تجاه الاقتصاد الغربي، [...]"؛


·                       حسب مقال  (SY, 2012): "لا يوجد مفهوم بحد ذاته. في فرنسا العديد من الباحثين والخبراء في هذا القطاع قد أظهروا سابقا أن الذكاء الاقتصادي يمارس في اليابان لكن لا يسميه اليابانيون بالذكاء الاقتصادي [...].


من خلال ما ورد في الدراستين، يرد لدينا احتمالين بخصوص مصطلح الذكاء الاقتصادي في اليابان، الاحتمال الأول: وهو استعمال مصطلح الذكاء التنافسي، أما الاحتمال الثاني: فهو عدم استعمال أي مصطلح واقتصارهم على ممارسته فقط.


لكن، إذا انطلقنا من طبيعة الشعب الياباني المتطلع للبحوث ونقل التجارب العالمية وكذا، فإن الاحتمال الثاني أي الاقتصار على الممارسة دون تخصيص مصطلح معين يكون احتمالا غير وارد في اعتقاد الباحثة، في المقابل، نجد مصطلح الذكاء التنافسي قد استعمل في JSCI  (الشركة اليابانية للذكاء التنافسي)، فهذا يؤكد لنا بأن المصطلح المستعمل في اليابان هو "الذكاء التنافسي"، في حين لا يستعمل مصطلح الذكاء الاقتصادي.


2-                   تطور مصطلح الذكاء الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية: من خلال ما ورد في دراسة (GORIA, KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux passés proches et aux futurs complémentaire, 2006) فإن مصطلح الذكاء الاقتصادي أو الذكاء التنافسي عند الأنجلوسكسون، قد مر بثلاث مراحل هي: "مرحلة ظهور اليقظة كمفهوم وكمصطلح " في حين يسميها J.Prescott (1999) بمرحلة "جمع البيانات التنافسية" والذي تتفق الباحثة معه في هذه التسمية، أما المرحلة الثانية فتسميها (GORIA, KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux passés proches et aux futurs complémentaire, 2006) بـ "مرحلة الانتقال من أنظمة الذكاء إلى اليقظة الإستراتيجية" أما المرحلة الثالثة فهي "مرحلة ظهور الذكاء الاقتصادي أو التنافسي".     


·                       كمقاربة تقنية، نجد أن تطور الوسائل التكنولوجية الحديثة التي عرفها القرن العشرين، القادرة على معالجة الكم الهائل من المعلومات التي ترد إلى المنظمات سواء من محيطها الداخلي أو الخارجي، قد أعطى دفعا كبيرا لبوادر الذكاء الاقتصادي في المنظمات.

ففي سنة 1958 قام H. Luhn قام الباحث في مجال الكمبيوتر لدى شركة IBM، باقتراح نظام آلي يسمح بجمع، معالجة، تخزين ونشر المعلومات للمؤسسات وهو ما سماه "بنظام ذكاء الأعمال". (DHAOUI, 2008, p. 61)

كما عرف الذكاء على أنه: "القدرة على إدراك العلاقات المتبادلة بين الوقائع المعروضة بطريقه توجه العمل نحو تحقيق الهدف المنشود". (Luhn, 1958, p. 314)  

·                       في الستينات من القرن الماضي يقترح Wilensky.H مفهوم الذكاء التنظيمي (PEGUIRON, 2006, p. 30)، كما أشار إلى القضيتين اللتان تشكلان اليوم موضع الانشغال:

Ù                   الاستراتيجيات الجماعية والتعاون بين الحكومات والمؤسسات في إنتاج معرفة مشتركة للدفاع عن المصالح التنافسية،

Ù                   أهمية المعرفة في الاقتصاد والصناعة كمحرك استراتيجي للتطور والتغيير.


كما  أعاد  Wilensky.H في سنة 1967 اقتراح سيرورة الذكاء التي اقترحها H. Luhn في سنة 1958 [...]، كما يلخص سيرورة الذكاء في المهام الآتية:"الجمع، المعالجة، التفسير وربط المعلومة التقنية والسياسية اللازمة لعملية اتخاذ القرار". (DHAOUI, 2008, p. 61)

·                       أما في سنة 1962 W. J. Guyton فقد اهتم بمراقبة الأسواق واستعمل مصطلح "الذكاء التسويقي"، في حين استعمل W.T. Kelley في سنة 1965 مصطلحا قريبا منه وهو "ذكاء الأسواق". (GORIA, KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux passés proches et aux futurs complémentaire, 2006)  

·                       وبالنسبة لـ (1967) F. Aguilar فقد فضل استعمال مصطلح "مسح البيئة التنافسية" الذي يعني به في نفس الوقت:"المراقبة التي تشمل جمع أو اختيار المعلومات والمعارف العامة حول البيئة والبحث الذي يتمثل في البحث النشط عن المعلومات المحددة واللازمة لحل المشكلات بمجرد ظهورها". (GORIA, KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux passés proches et aux futurs complémentaire, 2006)

·                       سنة 1980، ميلاد مصطلح "الذكاء التنافسي"، حسب ما ذكره كل من ( (1997 P. Baumard و C. Harbulot الذي جاء به "Michael Porter" أستاذ في جامعة "harvard" في مجالي إستراتيجية المؤسسة والاقتصاد الصناعي (MURÇA MORGADO, 2016, p. 15) ، والذي حث المؤسسات على أهمية نظام الذكاء حول المنافسة (DHAOUI, 2008, p. 64).


كما أنه يؤكد على أنه: "من أجل تعزيز مكانتها، يجب على المؤسسة امتلاك قاعدة معرفية قوية حول مختلف المنافسين، مضيفا بأن صاحب المؤسسة في حاجة إلى الكثير من المعطيات للإجابة على الأسئلة بخصوص منافسيه وفهم توجهاتهم الإستراتيجية".

·                       سنة 1984 قام الفريق  W.L. Sammon et al (1984) بالتمييز بين اليقظة ("المسح البيئي") وتحليل المنافسين ("ذكاء المنافسة"). (GORIA, KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux pass ́es proches et aux futurs compl ́ementaire, 2006)   

·                       سنة 1985 جمع B.G. James تحت مسمى "ذكاء الأعمال" ثلاث أنشطة رئيسية هي: "الذكاء التنافسي" الذي يهتم بالمنافسين، "ذكاء الأسواق" ويهتم بالأسواق، "ذكاء البيئة" والذي يراقب باقي البيئة التي تنشط فيها المنظمة (الاجتماعية، السياسية، الاقتصادية، التكنولوجية،...). (GORIA, KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux pass ́es proches et aux futurs compl ́ementaire, 2006).


ترى الباحثة أن (1985)  B.G. Jamesقد جمع بين ذكاء الأسواق الذي جاء به (1965) W.T. Kelley والذكاء التنافسي الذي جاء به (1980) Michael Porter كما أنه أضاف البيئة الخارجية العامة للمنظمة كل هذه العناصر تحت مسمى "ذكاء الأعمال".  

·                       كما عرفت سنة 1986 إنشاء CIP[20] والتي تعتبر "الذكاء التنافسي" على أنه "برنامج منهجي وأخلاقي لجمع وتحليل وإدارة المعلومات الخارجية والداخلية التي يمكن أن تؤثر على المشاريع، القرارات وعمليات المؤسسة" (GORIA, KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux passés proches et aux futurs complémentaire, 2006).


نلاحظ دخول عنصر جديد إلى مفهوم الذكاء التنافسي وهو عنصر الأخلاق والتي تتمثل في جمع المعلومات من خلال المصادر المفتوحة وبالطرق القانونية، كما نلاحظ إضافة البيئة الداخلية للمنظمة إذا أصبح الذكاء التنافسي يشمل كلا من ذكاء الأعمال الذي جاء به (1985)  B.G. Jamesمع الأخذ بعين الاعتبار البيئة الداخلية مع التركيز على الطرق القانونية في الحصول على المعلومات.

·                       أما سنة 1993 فقد عرفت ظهور مفهوم جديد وهو "الاستخبارات الاقتصادية".


3-                   تطور مصطلح الذكاء الاقتصادي في فرنسا: يجمع العديد من الباحثين على أن تطور الذكاء الاقتصادي في فرنسا قد بدأ منذ سنة 1994 بعد صدور ما يعرف بتقرير Martre  (MURÇA MORGADO, 2016)، على هذا الأساس يمكننا تقسيم تاريخ تطور مصطلح الذكاء الاقتصادي في فرنسا إلى مرحلتين هما قبل سنة 1994 أما المرحلة الثانية فتبدأ من سنة 1994.

كما تشير (MURÇA MORGADO, 2016, p. 19) إلى أن مصطلح الذكاء الاقتصادي قد استعمله Christian Harbulot لأول مرة في سنة 1992 حين نشر مقالا خاصا بتقرير حول اليقظة الموجه لمركز التطوير والتقييم.


إذا فالمصطلح استعمل في سنة 1992 أما أول تعريف له فكان في سنة 1994 في تقرير MARTRE.

·                       قبل سنة 1994: لم يكن مصطلح الذكاء الاقتصادي مستعملا في فرنسا إلا في حالات نادرة جدا في حين أن استعماله جارٍ في الدول الأنغلوسكسونية، تحت اسم "الذكاء الاقتصادي"، "ذكاء الأعمال" أو "الذكاء التنافسي" (MARTRE, 1994).


فبالنسبة للفرنسيين لم يحبذوا استعمال مصطلح استعلام نظرا لارتباطه بالأمن والجيش، كما لم يحبذوا مصطلح الذكاء كونه لا يتعدى معناه في الثقافة الفرنكوفونية مجرد القدرة على الفهم، في حين يعني في الثقافة الأنغلوسكسونية الجوسسة. (MARTRE, 1994)


لهذه الأسباب اختارت المؤسسات الفرنسية مصطلح اليقظة في هندستها للمعلومات الإستراتيجية.


كما يرجع (HARDY, 2011)  أن بوادر الذكاء الاقتصادي تشكلت من خلال المعلومات التقنية والعلمية، في سنوات السبعينات والثمانينات، حيث عملت وزارة الصناعة آنذاك على دعم التجديد في المؤسسات الفرنسية. في هذا الإطار وضع العديد من الوسائل الداعمة للتجديد، كما دعم المؤسسات لممارسة "اليقظة التكنولوجية" أي مراقبة البيئة التقنية والعلمية. [...]


فالباحثين الفرنسيين كانوا من الأوائل الذين فكروا في مفهوم اليقظة (1995) B. Martinet & Y.M. Marti، فالبحث وجمع المعلومات نشاط موجود بشكل يومي في أعمالهم المهنية. بالرغم من أن ممارسة اليقظة التكنولوجية أصبحت اعتيادية ويجري العمل بها في المؤسسات الفرنسية، إلا أن إعطاء تعريف دقيق لها لم يكن موجودا قبل سنة 1985. (DHAOUI, 2008, p. 62)  


ففي سنة 1985 أشار J. Morin إلى المهام الأساسية لها والمتمثلة في: "مراقبة البيئة التكنولوجية للمؤسسة من أجل أغراض إستراتيجية، الكشف عن التهديدات، المتوقعة بذكاء، التي يمكن في بعض الأحيان أن تتحول إلى فرص للابتكار (...). كما يلعب نظام المراقبة دور التأمين الذي يجب أن ندفع قسطه: الهدف منه هو تجنب المفاجآت الغير سارّة، استباق توقع التهديدات والفرص من أجل حسن إدارتها، ربح الوقت الخاص بالأحداث والمنافسين."  

·                       من سنة 1994: مثل ما ذكرنا سابقا، أن أول من ذكر مصطلح الذكاء الاقتصادي في فرنسا Christian Harbulot لأول مرة في سنة 1992 حين نشر مقالا خاصا بتقرير حول اليقظة الموجه لمركز التطوير والتقييم.


بعد أن فضلت في السابق المؤسسات استعمال مصطلح اليقظة، لم يعد الآن كافيا فاعتبروا أن اليقظة هي مجرد تنصت لما يدور حول المؤسسة، بمعنى أن اليقظة هي مجرد نظام ستاتيكي لا يتناسب ومقتضيات الظروف الاقتصادية الجديدة، إذ أصبحت المواجهة أعنف من السابق، لذا وجب عليها تطوير يقظتها إلى ذكاء اقتصادي.


14 فيفري 1994: نشر تقرير MARTRE  "الذكاء الاقتصادي واستراتيجيات المؤسسات"، والذي عرف لأول مرة مصطلح الذكاء الاقتصادي، فقد عرف MARTRE الذكاء الاقتصادي على أنه: "مجموعة من الأعمال المنسقة للبحث، المعالجة، والتوزيع للمعلومات المفيدة بغرض استغلالها من طرف الفاعلين الاقتصاديين. هذه الأعمال المختلفة تتم بصورة قانونية مع توفير جميع ضمانات الحماية اللازمة لممتلكات المؤسسة ضمن أحسن شروط النوعية، الآجال والتكلفة.


ما نستنتجه من التعريف:

Ù          نلاحظ أن التعريف ركز على سيرورة  عملية الذكاء الاقتصادي أي تعريفا ديناميكيا؛

Ù          كما سبق وأن ذكرت الباحثة، المؤسسات الفرنسية لم تكن تحبذ استعمال مصطلح الذكاء لسببين، الأول هو ارتباطه بالجوسسة (في الثقافة الأنغلوسكسونية)، لذلك ركز MARTRE على الصورة القانونية لأعمال الذكاء الاقتصادي، أي أنه نزع كل ما يمكن أن يشوه صورته، مما أعطى البعد الأخلاقي لممارسته؛

Ù          أما السبب الثاني الذي كان وراء عدم تحبيذ الفرنسيين لمصطلح الذكاء هو كون الثقافة الفرنكوفونية تختصر مفهوم كلمة الذكاء في الفهم، لهذا فقد أخرج الذكاء من الدائرة الضيقة ليشمل البحث، المعالجة والنشر؛

Ù          كما نستنتج من خلال عبارة "ضمن أحسن شروط النوعية، الآجال والتكلفة" ميزة للذكاء الاقتصادي وهي توافقه مع الأهداف التي وضعتها المؤسسة لنفسها (أي استراتجيتها بشكل عام).


إذا سنة 1994 هي السنة التي تم فيها تهيئة الأرضية لادخال مفهوم جديد وبهذا يكون عهد استعمال مصطلح اليقظة الاستراتيجية قد انقضى ليعطي انطلاقة لمصطلح الذكاء الاقتصادي، حيث تجسد هذا جليا في العديد من الكتابات، التظاهرات وكذا الدراسات الأكاديمية، والتي سنكتفي بعرض البعض منها:

Ù          30 جوان 1994، انعقدت ندوة في الجمعية الوطنية "الذكاء الاقتصادي المعلومة في خدمة التنافسية" من قبل CEPS[21]؛

Ù          سنة 1995 Philippe Clerc يكتب: "Entreprise: intelligence économique et stratégie" في موسوعة Encyclopedia Universalis؛

Ù          نفس السنة عرفت ولأول مرة فتح تخصص الماستر في الذكاء الاقتصاديCeram-Nice[22]؛

Ù          سنة 1996 استحداث شهادة الدراسات العليا المتخصصة DESS في الذكاء الاقتصادي بجامعة Poitiers؛

Ù          سنة 1997: تأسيس أكاديمية الذكاء الاقتصادي من طرف شركة SIECA [23].

إلى جانب هذا، يضع  L.Favier (1998) مخططا لتطور مصطلح الذكاء الاقتصادي في فرنسا، أين يبين من خلاله أن المصطلح قد مر بثلاث مراحل وهي: (DHAOUI, 2008)

·                       من السبعينات إلى بداية الثمانينات: كانت هناك يقظة تكنولوجية؛

·                       فترة الثمانينات: يعتبر وجود يقظة إستراتيجية؛

·                       منذ بداية التسعينات: انطلاق عهد الذكاء الاقتصادي.    


من خلال ما جاء بخصوص نشأة الذكاء الاقتصادي، يمكننا استنتاج ما يلي:

·                       ظهور الذكاء الاقتصادي كان نتيجة للعديد من الظروف المباشرة وغير المباشرة فعلى المستوى السياسي نجد الحروب وما جاءت به من ظروف لحالات التأهب والاستعداد من طرف الدول بغية إلحاق الهزيمة بالعدو، أما على المستوى التجاري فنجد توسع الأسواق التجارية عنصرا هاما في ذلك، أما على المستوى الأكاديمي فقد كان الذكاء الاقتصادي محل العديد من الدراسات وأما على مستوى الدول فكانت الظروف التنافسية بين الدول من أهم العوامل التي أدت إلى إدراكها لأهميته.

·                       كما نستنتج أن المصطلح الشائع استعماله هو "الذكاء التنافسي" حيث وجدنا بأنه مستعمل في كل من اليابان والولايات المتحدة، في حين اقتصر استعمال مصطلح الذكاء الاقتصادي على فرنسا فقط.   

 

 

 

 

 

 

 

قائمة المراجع العربية

أبو بكر خوالد، و خير الدين بوزرب. (سبتمبر, 2017). الذكاء الاقتصادي ودوره في تعزيز تنافسية الاقتصاديات والدول: قراءة في التجربة اليابانية. مجلة البشائر الاقتصادية ، 03 (03)، الصفحات 34-54.

أسماء فيلالي. (2014). الذكاء الاقتصادي في المؤسسات الجزائرية : الواقع والمجهودات "دراسة حالة المؤسسة الوطنية للسيارات الصناعية "SNVI" رويبة" . كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير، جامعة أبو بكر بلقايد ، تلمسان، الجزائر.

سامر الطراونة. (مارس, 2005). مدخا إلى الملكية الفكرية . المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بالتعاون مع وزارة الإعلام وغرفة تجارة وصناعة البحرين ، البحرين المنامة.

سناء طباخي. (2007/2008). الذكاء الاقتصادي. مدرسة الدكتوراه الاقتصاد التطبيقي وتسيير المنظمات جامعة محمد خيضر، بسكرة.

قاموس انجليزي عربي gathers. (بلا تاريخ). تاريخ الاسترداد 20 مارس, 2017، من المعاني: http://www.almaany.com/ar/dict/ar-en/gathers/

محمد هيثم الدبس. (2014). نظام التكلفة على أساس النشاط الموجه بالوقت (TDABC) كأساس لاتخاذ القرارات الرشيدة دراسة تطبيقية. دمشق، كلية الاقتصاد قسم المحاسبة، الجمهورية العربية السورية: جامعة دمشق.

 

قائمة المراجع الأجنبية

Bonnecarrere, T., Dubois, N., Rollet, F., & Soula, O. (2011, Mars). Intelligence Economique et Stratégique: Le cas des Etats-Unis. Consulté le Mars 18, 2017, sur bdc Base De Connaissance: http://bdc.aege.fr/public/Intelligence_Economique_et_strategique_Le_cas_des_Etats_Unis.pdf

Bourcier-Desjardins, R., Mayère, A., Muet, F., & Salaün, J. M. (1990). Veille technologique: revue de la littérature et étude de terrain .

BREILLAT, J. (2015, Aout 23). Signaux faibles ou signaux précoces ? Consulté le Aout 03, 2017, sur breillat.fr: http://jacques.breillat.fr/veille-strategique/signaux-faibles-ou-signaux-precoces

CARAYON, B. (2003). l'intelligence economique. Paris FRANCE.

Définition du Sogo sosha. (s.d.). https://www.glossaire-international.com/pages/tous-les-termes/sogo-shoshas.html.

DHAOUI, C. (2008, Avril 04). LES CRITÈRES DE RÉUSSITE D'UN SYSTÈME D'INTELLIGENCE ÉCONOMIQUE POUR UN MEILLEUR PILOTAGE STRATÉGIQUE. Nancy, Sciences de l'Information et de la Communication, France Nancy: l'Université Nancy 2.

English-Ukrainian Dictionary. (s.d.). Consulté le Mars 21, 2017, sur Tea: http://www.englishukrainiandictionary.com/uk/%D1%81%D0%BB%D0%BE%D0%B2%D0%BD%D0%B8%D0%BA-%D0%B0%D0%BD%D0%B3%D0%BB%D1%96%D0%B9%D1%81%D1%8C%D0%BA%D0%B0-%D1%83%D0%BA%D1%80%D0%B0%D1%97%D0%BD%D1%81%D1%8C%D0%BA%D0%B0/tea

GLOAGUEN, P. (2012). Le guide de l'intelligence economique. https://www.gifas.asso.fr/fichiersPDF/Publications/Publications/Guide-du-routard-de-l-intelligence-economique-2012.pdf.

GORIA, S. (2006, Novembre 02). KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux pass ́es proches et aux futurs compl ́ementaire . Laboratoire I3M - EA3820, Universit ́e du Sud Toulon-Var: <inria-00110300v2>.

GORIA, S. (2006, Novembre 02). KNOWLEDGE MANAGEMENT et INTELLIGENCE ECONOMIQUE: deux notions aux passés proches et aux futurs complémentaire. HAL archives ouvertes , pp. 1-16.

HARDY, M. (2011). Shanghai Renmin Chubanshe, Shanghai, Chine , pp. 41-63.

JUILLET, A. (2004, Mai). L’état relance la dynamique. Consulté le Novembre 23, 2017, sur CONSTRUCTIF: http://www.constructif.fr/bibliotheque/2004-5/une-nouvelle-politique-publique-pour-repondre-a-la-guerre-economique.html?item_id=2551

LESCA, H. (1997). VEILLE STRATEGIQUE Concepts et démarche de mise en place dans l’entreprise. Paris: ADBS Editions.

Luhn, H. (1958). Business Intelligence System. IBM Journal , 314-319.

MARTRE, H. (1994). INTELLIGENCE ÉCONOMIQUE ET STRATEGIE DES ENTREPRISES. France: bdc base de connaissances .

MURÇA MORGADO, P. (2016, Juillet 15). Intelligence économique. Terminologie et maturité de la discipline : approche comparée. Genève, Haute Ecole de gestion Géneve , Suisse: Travail de Bachelor réalisé en vue de l’obtention du Bachelor HES.

NACHIPPAN, K., MENDIZABAL, E., & DATTA, A. (2010, Decembre). Think tanks in East and Southeast Asia Bringing politics back into the picture. Rapid research and policy in development .

NIANG, T. (s.d.). Les enjeux de l'intelligence economique. eDOCDEV, DAKAR Sénégal.

PEGUIRON, F. (2006). Application de l'Intelligence Economique dans un. Autre [cs.OH], Université de Nancy II, France: <tel-00117280>.

SCHELCHER, J. (2012, Fevrier 06). Le Jetro ou l'Intelligence Economique à la japonaise. Portail de l'IE.

STEPHENS, D., & JUHARI, A. S. (2009). Evaluation of competitive intelligence software for MSC-status small and medium-sized enterprises in Malaysia. Loughborough, Department of Information Science, Angleterre, Loughborough: Loughborough University.

SY. (2012, Aout 15). Intelligence Economique au Japon, quel état d'esprit? Consulté le Mai 03, 2018, sur http://msiemc.blogspot.com: http://msiemc.blogspot.com/2012/08/intelligence-economique-au-japon-quel_15.html

The Japan Society of Competitive Intelligence. (s.d.). Consulté le Mai 04, 2018, sur AMOS: http://amos-global.com/who-we-sponsor/the-japan-society-of-competitive-intelligence/

 

 

فهرس المحتويات

المرحلة الأولى "الذكاء الاقتصادي كممارسة" 1

المرحلة الثانية: الذكاء الاقتصادي كمفهوم قائم بذاته 5

أولا: نشأة النماذج العالمية للذكاء الاقتصادي_ 5

ثانيا: تطور مصطلح الذكاء الاقتصادي_ 13

قائمة المراجع العربية 21

قائمة المراجع الأجنبية 22

فهرس المحتويات_ 24

قائمة الجداول_ 24

                                  

قائمة الجداول

جدول 2: ممارسة الذكاء في المجال العسكري_ 2

جدول 3: ممارسة الذكاء في المجال التجاري_ 4

الجدول رقم: عوامل ظهور الذكاء الاقتصادي_ 21

 

 

 

 

 



[1] ورد في النص الأصلي كلمة gathers  و التي تمت ترجمتها بـ "غنم" وهذا حسب (قاموس انجليزي عربي gathers)

[2]  هو بمثابة محطة خاصة بالجيش من أجل إمدادهم بكل ما يحتاجونه من غذاء، مأوى، خيول احتياطية.......    

[3] تذكر بعض المصادر  أن التاريخ هو 1600 بمعنى في القرن السابع عشر. (English-Ukrainian Dictionary)  

[4]  باعتبار أن الشاي لم يكن معروفا في انجلترا.

[5]  مصطلح "النماذج العالمية للذكاء الاقتصادي" هو مستمد من اللغة الفرنسية "les modèles dintelligence economique"  أما في اللغة الانجليزية فيستعمل مصطلح " National innovation system" أي "النظام الوطني للابتكار".

[6] Ministry of International Trade and Industry.

[7] Japan External Trade Organization.

[8] British Externel Trade office

[9] Institute of Industrial Protection

[10] Japan Society of Competitive Intelligence

[11] Society of Compétitive Intelligence Professionals

[12] National Economic Council

[13] Information Security Oversight Offices

[14] National Counter Intelligence Center

[15] National Counter Intelligence Executive

[16] Central Intelligence Agency

[17] National Security Agency

[18]  هو نظام عالمي لرصد البيانات، واعتراضها، ونقلها، يتم تشغيله من قبل مؤسسات استخبارية في خمس دول هي: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزلندا. ومن المعتقد أن الاسم إيكيلون هو التسمية الخاصة بجزء من النظام يقوم باعتراض الاتصالات التي تتم عبر الأقمار الاصطناعية. وتقوم هذه المؤسسات الاستخبارية بالتنسيق بين جهودها استنادا إلى اتفاقية UKUSA والتي تم توقيعها في العام 1947.

[19] United States Agency for International Development

[20] CIP: Society of Competitive Intelligence

[21] CEPS:  Centre d’Etude et de Prospective Stratégique

[22] Centre d’enseignement et de recherche appliqués au management

[23] SIECA La Secretaría de Integración Económica Centroamericana





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الذكاء الاقتصادي

المحاضرة 1 في الذكاء الاقتصادي: الذكاء بين اللغات والاستعمالات

  بقلم: د. بن سعودي زينب الذكاء بين اللغات والاستعمالات فهرس المحتويات قائمة الجداول _ 1 الذكاء في اللغات _ 2 أولا: الذكاء في اللغة ...